وهذا شئٌ مشتقٌّ من الأداة، لأنّها تعمل أعمالاً حتَّى يُوصَل بها إلى ما يراد. وكذلك الخَتْل والخَدْع يَعْملانِ أعمالاً. قال الخليل: الألف التى فى الأداة لا شك أنّها واو، لأن الجِماع أدواتٌ. ويقال رجلٌ مُؤْدٍ عَامِلٌ.
ومن هذا الباب: استأديت على فلانٍ بمعنى استعديت، كأنّك طلبت به أداةً تمكِّنُك من خَصْمك. وآدَيْتُ فلاناً أى أعَنْتُه. قال:
* إنِّى سأُودِيك بسَيْرٍ وكْزِ (٣) *
(١) فى اللسان (٢٥: ١٧): «حذراً» وقال: «نصب حذراً بفعل مضمر، أى لا يزال حذراً». وورد البيت فى الأصل: « … لتأخذه … فهيهات الفتى حذر»، وصواب روايته من اللسان والجمهرة (٢٧٦: ٣). (٢) تكملة بها يلتئم الكلام. وفى اللسان: «وأداة الحرب سلاحها». (٣) البيت فى اللسان (٢٦: ١٨/ ٣٤٥: ١٧) برواية: « … بسير وكن». وفسره فى (وكن) بأنه سير شديد. لكن رواية الأصل والمجمل أيضاً: «وكز» بالزاى. وهو من قولهم وكز وكزا فى عدوه من فزع أو نحوه. ويقال أيضا وكز يوكز توكيزاً. روى الأخيرة ابن دريد فى الجمهرة (١٧: ٣) وقال: «وليس بثبت». ورواية اللسان عن الجمهرة محرفة.