أَطْراً. وسمعت على بن إبراهيم القطان يقول: سمعت ثعلباً يقول: التأطُّر التمكُّث. وقد شذَّت من الباب كلمة واحدة، وهى الأَطِيرُ، وهو الذّنْب يقال أخذنى بأَطيرٍ غيرى، أى بذنْبه. وكذلك فسَّرُوا قول عبد اللّه بن سلمة:
الهمزة والفاء والقاف أصل واحد، يدلّ على تباعُد ما بين أطراف الشئ واتساعِه، وعلى بلوغ النهاية. من ذلك الآفاق: النواحى والأطراف؛ وآفاق البيت من بيوت الأعراب: نواحيه دون سَمْكِهِ. وأنشد يصف الخِلال:
وأقصَمَ سَيَّارٍ مع الناس لم يَدَعْ … تراوُحُ آفاقِ السَّماءِ له صدرَا (٢)
ولذلك يقال أَفَق الرَّجُل، إذا ذهب فى الأرض. وأخبرنى أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الدِّينورىُّ قراءةً عليه، قال: حدَّثنى أبو عبد اللّه الحسين بن مسبِّح قال: سمِعت أبا حنيفة يقول: للسَّماء آفاقٌ وللأرض آفاق،
(١) بأطير إصر، قسم بعهد وميثاق يحيط به ولا يخرج عنه، وهو قسم معترض بين النافى والمنفى. انظر المفضليات (١٠١: ١). (٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ١٨١ والأزمنة والأمكنة (٤: ٢).