الكاف والدال والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على توطئةٍ في شيءٍ متجمِّع. من ذلك الكُدُون: شيءٌ توطِّئ به المرأةُ لنفسها في الهَوْدَج.
ثم يقال امرأةٌ كَدِنةٌ: ذاتُ لحمٍ كثير. وبعير ذو كُدْنةٍ، إذا عظُمَ سَنامُه.
واشتقاق الكَوْدَن (١) من هذا، لأنَّه يكون ذا لحمٍ وغِلَظ جِسم. يقولون:
ما أبْيَنَ الكَدَانة فيه، أي الهُجْنة. والكَدَنُ: ما يبقى في أسفل الماء من الطِّين المتلجِّن. وهو من هذا القياس. فأمّا الكِدْيَوْن فيقال إنّه دُقاق التُّراب والسِّرجينِ يُجمعانِ ويُجلَى به الدُّروع. قال النابغة:
الكاف والدال والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على صلابةٍ في شيء، ثم يقاس عليه. فالكُدْيَةُ: صَلابةٌ تكون في الأرض، يقال:
حَفَر فأكْدَى، إذا وَصَلَ إلى الكُدْية. ثم يقال للرجُل إذا أعطَى يسيراً ثم قَطَع:
أكْدَى، شُبِّه بالحافر يَحفِر فيُكدِي فيُمسِك عن الحَفْر. قال اللّه تعالى: ﴿أَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى (٤﴾. والكُداية، هي الكُدْية. ويقال: أرض كَادِية، أي بطيئة،
(١) الكودن: البرذون الهجين، وقيل البغل. (٢) ديوان النابغة ٦٤ واللسان (كدن، كرر، أضا). وقد سبق فى (كر). (٣) فى المجمل: «تكسر». (٤) التلاوة: «وأعطى قليلا». والاستشهاد بترك مثل الواو والفاء جائز، له نظير فى رسالة الشافعى (الفقرة ٦٤٣، ٩٧٤، ٩٧٥) والحيوان (٥٧: ٤، ٢٧٦).