وأمّا قولُهم خاسَ بالعَهْد فقد ذكرناه فى الواو. والكلمة مشتركة. ومن الغريب فى هذا الباب، قولُهم: قَلَّ خَيْسُه، أى غَمُّه. والخِيسُ: الشجر الملتَفُّ.
[خيص]
الخاء والياء والصاد كلمةٌ. مشترَكة أيضاً؛ لأنَّ للواوِ فيها حَظًّا (١)، وقد ذكرت فى الخوص. فأمّا الياء فالخَيْصُ: النَّوالُ القَليل. قال الأعشى:
لَعَمرِى لئن أمْسى من الحىِّ شاخِصاَ … لقد نالَ خَيْصاً من عُفَيرَةَ خائصا (٢)
والباب كلُّه فى الواو والياء واحدٌ
ومن الشاذّ - واللّه أعلم بصحّته - قولُهم وَعِلٌ أخْيَصُ، إذا انتصَبَ أحدُ قَرنَيه وأقْبلَ الآخَر على وجهه.
[خيط]
الخاء والياء والطاء أصلٌ واحد يدلُّ على امتدادِ الشَّئ فى دِقّةٍ، ثم يحمل عليه فيقال فى بعض ما يكون منتصِباً. فالخَيْط معروفٌ. والخَيط الأبيض: بياضُ النّهار. والخيط الأسود: سوادُ الليل. قال اللّه تعالى: ﴿حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ اَلْخَيْطُ اَلْأَبْيَضُ مِنَ اَلْخَيْطِ اَلْأَسْوَدِ مِنَ اَلْفَجْرِ﴾. ويقال لما يَسِيلُ من لُعاب الشَّمس: خَيْطُ باطلٍ. قال:
(١) فى الأصل: «لأن الواو فيها خطأ»، تحريف. (٢) ديوان الأعشى ١٠٨ واللسان (خيص)، وهو مطلع قصيدة له.