الشين والغين والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على عَيب فى الخِلْقة لبعض الأعضاء. قالوا: الشغُوُّ، من قولك رجلٌ أشغى وامرأة شَغْواء، وذلك إذا كانت أسنانه العُليا تتقدم السُّفْلَى. وقال الخليل: الشَّغا: اختلاف الأسنان، ومنه يقال للعُقاب شَغْواء، وذلك لفَضْل منقارها الأعلى على الأسفل. وزعم ناسٌ أنّ الشَّغاَ الزيادةُ على عدد الأسنان.
[شغب]
الشين والغين والباء أصلٌ صحيح يدل على تهييج الشر، لا يكون فى خير. قال الخليل: الشَّغْبَ: تهييج الشرّ، يقال للأتان إذا وَحِمَتْ (١) واستعصَتْ على الجَأْب: إنّها لذات شَغْب وضِغْن. قال أبو عبيد: يقال شَغَبْت على القوم وشغَبْتُهم وشغَبْتُ بهم.
[شغر]
الشين والغين والراء أصلٌ واحد يدلُّ عَلَى انتشارٍ وخلوٍّ من ضبط، ثم يُحمَل عليه ما يقاربُه. تقول العرب: اشتَغَرت (٢) الإبلُ، إذا كثرت حتى لا تكاد تُضبَط. ويقولون: تفرَّقوا شَغَرَ بَغَر، إذا تفرَّقوا فى كلِّ وجه.
وكان أبو زيد يقول: لا يقال ذلك إلاّ فى الإقبال.
ومن الباب: شَغَرَ الكلبُ، إذا رفَعَ إحدى رجليه ليبول. وهذه بلدةٌ شاغرةٌ برجلها، إذا لم تمتَنِعْ من أحدٍ أن يُغِير عليها.
والشِّغَار الذى جاء فى الحديث، المنهىُّ عنه: أنْ يقول الرجل للرجل زوِّجنى أختَك على أن أزوِّجك أُختى، لا مهر بينهما إلا ذلك. وهذا من الباب لأنّه أمرٌ
(١) فى الأصل: «أوجمت»، صوابه فى المجمل واللسان. (٢) فى الأصل: «أشغرت»، صوابه فى المجمل واللسان.