كم أزلّتْ أرماحُنا من سفيهٍ … سافَهونا بغِرّة وسَفَاءِ
[سفح]
السين والفاء والحاء أصلٌ واحد يدلُّ على إراقة شئ.
يقال سفح الدّمَ، إذا صبَّه. وسفح الدّم: هَرَاقه. والسِّفاح: صبُّ الماء بلا عَقد نكاح، فهو كالشئ يُسفَح ضَياعا. والسَّفّاح: رجلٌ من رؤساء العرب (٣)، سَفح الماءَ فى غزوةٍ غزاها فسُمّى سفَّاحا. وأمّا سَفْح الجبل فهو من باب الإِبدال، والأصل فيه صَفح، وقد ذُكر فى بابه. والسَّفيح: أحد السِّهام الثلاثة التى لا أنصباءَ لها، وهو شاذٌّ عن الأصل الذى ذكرناه.
[سفد]
السين والفاء والدال ليس أصلاً يتفرّع منه. وإنّما فيه كلمتان متباينتان فى الظاهر، وقد يمكن الجمع بينهما من طريق الاشتقاق. من ذلك
(١) فى الأصل: «الفتق»، صوابه من الديوان ١٠٥ واللسان (قيق). (٢) البيت لكثير عزة كما فى اللسان (سفا). وأنشده فى المجمل مقدم العجز على الصدر. وفى اللسان: «غمر النقيبة». (٣) هو السفاح بن خالد، واسمه سلمة. وكان جرارا للجيوش. وإنما سمى السفاح لأنه سفح المزاد، أى صبها يوم كاظمة، وقال لأصحابه: قاتلوا، فإنكم إن هزمتم متم عطشا. ذكره ابن دريد فى الاشتقاق ٢٠٣، وأنشد: وأخوهما السفاح ظمأ خيله … حتى وردن جبا الكلاب نهالا.