فأمّا إملالُ الكتاب وتفسير المَلَّة فقد ذُكِرَتَا في الميم واللام والحرف المعتلّ.
[باب الميم والنون وما يثلثهما]
[مني]
الميم والنون والحرف المعتلّ أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ على تقديرِ شيءِ ونفاذِ القَضاءِ به. منه قولهم: مَنَى له المَانِي، أي قدَّر المقدِّر. قال الهذلىّ:
لا تأمَنَنَّ وإن أمسيْتَ في حَرَمٍ … حَتَّى تُلاقِيَ ما يَمنِي لك المَانِي (١)
والمَنَا: القَدَر. قال:
سأُعْمِلُ نَصَّ العِيسِ حتّي يكفَّني … غِنى المال يومًا أو مَنَا الحدثانِ (٢)
وماءُ الإنسان مَنِيٌّ، أي يُقَدَّر منه خِلْقَتُه. والمنيَّة: الموت لأنّها مقدَّرة على كلٍّ. وتمنِّي الإنسانِ كذا قياسه، أملٌ يقدِّرُه (٣). قال قوم له ذلك (٤) الشّيء الذي
(١) البيت لأبى قلابة الهذلى فى ديوان الهذليين (٣٩: ٣) واللسان (منى). على أن إنشاده فيهما: ولا تقولن لشئ سوف أفعله … حتى تبين ما يمنى لك المانى وابن برى يراه ملفقاً من بيتين لسويد بن عامر المصطلقى، وهما: لا تأمن الموت فى حل ولا حرم … إن المنايا توافى كل إنسان واسلك طريقك فيها غير محتشم … حتى تلاقى ما يمنى لك المانى. (٢) البيت من أبيات لأعرابى من باهلة فى البيان (٢٣٤: ١) والكامل ١٧٨ ليبسك وعيون الأخبار (٢٣٩: ١). (٣) فى الأصل: «أمل أن يقدره». (٤) كذا ولعل وجه الكلام: «وقال قوم أن تحدثه نفسه بذلك».