الفاء والراء والغين أصلٌ صحيح يدلُّ على خُلوٍّ [وَسَعَةِ] ذَرْع. من ذلك الفَرَاغ: خِلاف الشُّغل. يقال: فَرَغ فَراغاً وفُروغاً، وفرِغَ أيضاً. ومن الباب الفَرْغ: مَفْرَغ الدَّلْو الذى ينصبُّ منه الماء. وأفرَغْتُ الماءَ:
صببتُه. وافترغْتُ، إذا صببتَ الماءَ على نفسك. وذهب دَمُه فَرْغاً، أى باطلا لم يُطلَبْ به. وفَرسٌ فَرِيغٌ (١)، أى واسع المَشْى، وسمِّى بذلك لأنَّه كأنَّه خالٍ من كلِّ شئ فخَفَّ عَدْوُه ومَشْيُه. وضَربةٌ فريغٌ: واسِعَة، وطعنةٌ أيضاً. وحَلْقةٌ مُفْرَغَة، لأنَّه شئٌ يصبُّ ضَبًّا. وطريق فريغ: واسع. قال:
فأمَّا قولُه تعالى: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ اَلثَّقَلانِ﴾، فهو مجازٌ، واللّه تعالى لا يَشغَلُه شأنٌ عن شأن. قال أهل التّفسير: سنفرغ، أى نَعْمِد، يقال: فَرَغت إلى أمر كذا (٣)، أى عَمَدْتُ له.
[فرق]
الفاء والراء والقاف أُصَيلٌ صحيحٌ يدلُّ على تمييز وتزييلٍ (٤) بين شيئين. من ذلك الفَرْق: فرق الشعر. يقال: فرَقْتُه فَرَقاً. والفِرْق: القطيع
(١) زاد فى المجمل: «وفريغة». (٢) لأبى كبير الهذلى فى ديوان الهذليين (١٠٧: ٢) واللسان (فرغ، خرف). وقد سبق فى (خرف). (٣) فى الأصل: «كنت فى أمر كذا». وأنشد أبو حيان فى تفسيره (١٩٤: ٨) لجرير: الان وقد فرغت إلى نمير … فهذا حين كنت لهم عذابا وقال: «أى قصدت»، ثم قال: «وأنشد النحاس» فرغت إلى العبد المقيد فى الحجل *». (٤) التزييل: التفريق. وفى الأصل: «وترتيل».