فأمَّا الأوَّل فالفَزَع، يقال فَزِع يَفْزَع فَزَعاً، إذا ذُعِر. وأفزَعْتُه أنا. وهذا مَفْزَعُ القوم، إذا فَزِعوا إليه فيما يَدهَمُهم. فأمّا فَزَّعت [عنه] فمعناه كَشَّفت عنه الفَزَع. قال اللّه تعالى: ﴿حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ﴾. والمَفْزَعة: المكان يلتجئ إليه الفَزِع. قال:
طويلٌ طامحُ الطَّرف … إلى مَفْزَعة الكلبِ (١)
والأصل الآخر الفَزَع: الإغاثة (٢).
قال رسول اللّه ﵌ للأنصار:«إنَّكم لَتَكْثُرون عند الفَزَع، وتَقِلُّون عند الطَّمَع». يقولون:
أفزَعْتُه إذا رَعَبتَه، وأفْزعتُه، إذا أغثتَه. وفَزِعتُ إليه فأفزَعَنى، أى لجَأتُ إليه فَزِعاً فأغاثَنى. وقال الشَّاعر (٣) فى الإغاثة:
(١) لأبى دواد الإيادى، أو هو لعقبة بن سابق الهزانى، وقد سبق التحقيق فى حواشى (طمح). (٢) الظاهر أن معناه فى الحديث الاستغاثة. وفى اللسان: «وقد يكون التقدير أيضاً عند فزع الناس إليكم لتغيثوهم». (٣) هو الكلحبة العرنى اليربوعى. المفضليات (٣٠: ١) واللسان (فزع). (٤) كأس: اسم بنته. فى اللسان: «حللت الكثيب» و «لأفزعا».