وأما الحبل فالسّبب، فممكن أن يكون شاذًّا عن الأصل الذى ذكرناه، ويمكن أن يقال إنَّه أصلٌ آخَر يدلُّ على طول وامتداد.
ومن ذلك السَّبَب. ومن ذلك السِّبُّ، وهو الخِمار الذى ذكرناه. ويقال للعمامة أيضاً سِبّ. والسِّبّ: الحبل أيضاً فى قول الهذلىّ (٢):
تدلَّى عليها يين سِبٍّ وخَيْطة (٣)
ومن هذا الباب السَّبسب، وهى المفازة الواسعة، فى قول أبى دُؤاد:
وخَرْقٍ سَبْسَبٍ يجرى … عليه مَوْرُهُ سَهْبِ (٤)
فأمّا السَّباسِب فيومُ عيدٍ لهم. ولا أدرى مِمَّ اشتقاقه. قال:
يُحَيَّوْن بالرَّيحان يومَ السَّباسبٍ (٥)
[ست]
السين والتاء ليس فيه إلا ستّة * وأصل التاء دال. وقد ذكر فى بابه.
[سج]
السين والجيم أصلٌ يدلُّ على اعتدالٍ فى الشئ واستواء.
فالسَّجْسج: الهواء المعتدل الذى لا حرَّ فيه ولا بردَ يُؤذى.
ومن ذلك
الحديث:«إنَّ ظِلَّ الجنة سَجْسَجٌ». ويقال أرض سجسج، وهى السَّهلة التى ليست بالصُّلْبة. قال:
(١) لحميد بن ثور فى ديوانه ٥١. وانظر ما سبق فى (تلع). (٢) هو أبو ذؤيب الهذلى ديوانه ٧٩ واللسان (سبب، خيط، وكف). وقد سبق فى (٢٣٤: ١). (٣) عجزه: بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها. (٤) البيت مطلع قصيدة له فى الأصمعيات ٨ ليبسك. (٥) للنابغة الذبيانى كما سبق (١٤٠: ١). وصدره: رقاق النعال طيب حجزاتهم.