للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُتَبَذِّلاً تبدو محاسِنه … يَضَع الهِناءَ مواضع النّقْبِ (١)

وقياسُه صحيح، لأنّه شيءٌ يثقب الجِلْد. ومن الباب: النِّقاب: العالم بالأمور، كأنّه نَقَّب عليها فاستَنْبَطَها، أو العالم بها المُنقِّب عنها. قال:

مليحٌ نجيحٌ أخو مأْقِطٍ … نِقابٌ * يحدِّث بالغائبِ (٢)

والنَّقب والمَنْقَبة: الطَّريق في الجَبَل، والكلُّ قياسٌ واحد. و ﴿فَنَقَّبُوا فِي اَلْبِلادِ﴾: سارُوا. وأصله السَّير في النُّقوب: الطُّرق. والنَّقيب: نقيب القَوم:

شاهِدُهم وضَمِينُهم (٣). ومعناه ومعنى النِّقاب العالِم واحد، لأنّه ينقِّب عن أمورهم، أو ينقب كما ينقُب عن الأسرار. والمَنْقَبَة: الفَعْلة الكريمة، وقياسُها صحيح، لأنَّها شيءٌ حسن قد شُهِر، كأنّه نُقِّب عنه.

ومما شذَّ عن هذا الأصل نِقاب المرأة. وناقَبْتُ فلاناً: لقيتُه فَجْأة. والنُّقْبة:

ثوبٌ كالإزار فيه تِكّة، وليس بالنِّطاق.

أمَّا اللَّوْن فيقال له النُّقْبة (٤)، وهو حسن النُّقْبة، أي اللّوْن. وممكن أن يكون من الأوّل، كأنّه شيءٌ نقب عنه شيء ظَهَر.

[نقث]

النون والقاف والثاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ على خَلْطِ شيءٍ بشيء ونَقْلِه. ونَقَثَ ما في منزلي أجْمَع: نقلَه كلّه. ونَقّثوا حديثَهم: خلَطوه، كما ينقّث


(١) لدريد بن الصمة، فى اللسان (نقب) وأمالى القالى (١٦١: ٢) والبيان (١٠٧: ١) والأغانى (١٣٠: ١٣).
(٢) لأوس بن حجر فى ديوانه ٣ واللسان (نقب، أقط).
(٣) فى الأصل: «ومعينهم»، صوابه فى المجمل واللسان.
(٤) فى الأصل: «النقب».