فالأوّل: قولهم شَحَطَتِ الدار تَشْحَطُ شحْطَا وشحوطا، وهى شاحطة.
وأمّا الأصل الآخر فالشحْط، وهو الاضْطرابُ فى الدَّمِ. ويُقال للولد إذا اضْطربَ فى السَّلى: هو يتشحط فى دمه. ومنه اللّبن المشحوط، وهو الذى يُصَبُّ عليه الماء. ومن الباب: الشحْطَة: داءٌ يأخذ الإبلَ لا تكاد أن تنحوَ منه. ومن الباب المِشحط: عُوَيدٌ يُوضَع عند قضيب الكرم يَقِيِه الأرضَ (١).
وقال قوم: إنّ الشَّحْط ذَرْق الطّير. وأنشدوا:
ومُلْبِدٍ بين مَوْماةٍ بمَهْلَكَةٍ … جاوزتُه بِعَلاةِ الخَلْقِ عِلْيانِ (٢)
كأَنَّما الشحْط فى أعلى حَمائره … سبائِب الرَّيْط من قَزٍّ وكَتّانِ
فإِن صح هذا فهو أيضا من الاختلاط.
[شحم]
الشين والحاء والميم أصلٌ يدلُّ على جِنسٍ من اللّحم. من ذلك الشّحم، وهو معروف. وشَحْمة الأُذُن: مُعَلّق القُرْط. ورجلٌ مُشْحِمٌ كثير الشَّحْم، وإن كان يحبُّه قيل شَحِم، وإن كان يطعمه أصحابَه قيل شاحم، فإِن كان يبيعه قيل شَحَّام.
[شحن]
الشين والحاء والنون أصلانِ متباينان، أحدُهما يدلُّ على المَلء، والآخر على البُعْد.
(١) فى الأصل: «يقيد الأرض»، تحريف. وفى المجمل: «بقيه من الأرض». (٢) البيتان فى اللسان (بلد، علا، حمر)، وسبق إنشادهما فى (بلد، حمر).