للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا هُمِز تغيَّر إلى شيءٍ يدلُّ على طرائقَ وآثار. والنُّدْأة: طريقةٌ من الشَّحم مخالفةٌ لِلَوْن اللَّحم. والنُّدْأة: قوس قُزَح، والحمرة التي تكون في الغَيم نحو الشَّفَق.

ونَدَأْت اللَّحمَ في المَلَّة: دفنتُه حتَّى يَنضَج. قال أبو بكر (١): وهو النَّدِيء مثل الطَّبيخ.

[ندب]

النون والدال والباء ثلاثُ كلماتٍ: إحداها الأثَر، والثانية الْخَطَر، والثالثة تدلُّ على خفّةٍ * في شيء.

فالأوّل النَّدَب: أثَر الجُرْح، والجمع أنداب، وذلك إذا لم يرتفع عن الجلد.

والثاني: النَّدَب: الخَطَر. وأنْدَبَ نَفْسَه: خاطَرَ بها. قال:

ولم أَقُمْ … على نَدَبٍ يوماً ولي نفس مُخْطِرِ (٢)

والأصل الثالث رجلٌ نَدْبٌ: خفيف. والنَّدْب: الفَرَس الماضي. وعندنا أنَّ النَّدْبَ في الأمر قريبٌ من هذا؛ لأنَّ الفقهاء يقولون: إنّ النَّدْب ما ليس بفرض. وإن كان هذا صحيحاً فلأن الحال فيه خفيفة.

ومما ليس من هذا الباب نَدْبُ النّادِبةِ الميتَ بحُسْن الثَّناء عليه. والنَّدْبُ:

أن تدعُوَ القومَ إلى الأمر، فانتَدَبوا هم.

[ندح]

النون والدال والحاء كلمةٌ تدلُّ على سَعَةٍ في الشَّيء. من ذلك النَّدْح: الأرض الواسعة، والجمع أنداح. ومنها قولهم: لك عنه مندوحةٌ، أي


(١) الجمهرة (٢٩٠: ٣).
(٢) وكذا ورد الاستشهاد بهذا القدر فى المجمل. وتمامه «أيهلك معتم وزيد». والبيت لعروة ابن الورد فى ديوانه ٩٣ واللسان (ندب). ومعتم وزيد: بطنان من بطونهم.