الباء والعين والكاف أصلٌ واحدٌ، يجمع التجمُّعَ والازدِحامَ والاختِلاط. قال الدُّرَيدىّ: البَعَك الغِلَظ فى الجِسْم والكَزَازَة، ومنه اشتقاق بَعْكَكٍ، وهو رجلٌ من قُرَيش.
قال غيره: تركتُه فى بَعكُوكةِ القوم، أى مجتمع منازِلِهم. ونرى أنّه فتح الباء فقال فَعلولة، لأَنّه أخرجهُ مُخْرَجَ المصادر، مثل سار سَيرورةً، وحادَ حَيدُودَةً، وقالَ قَيْلُولة. وأنشَد:
يخرُجْنَ من بَعْكوكة الخِلاطِ … وهُنَّ أمثَالُ السِّرى الْأَمْرَاطِ (١)
وأمَّا البَصريُّونُ فإنَّهم يأبَوْنَ هذا البناءَ فى المصادِر إلاَّ للمعتَلاَّت. قال بعضُ العلماء: بُعْكوكة الشئ وَسَطه. قال عُبَيْدُ بنُ أيّوب:
ويقال وقع فى بَعْكوكاءَ أىّ شرّ وجَلَبَة. قال الفَرَّاء: البَعْكُوكة ازدِحام الإبل فى اجتماعِها، وقيل هى الجَماعةُ منها، والجمع بَعَاكيك.
قال أبو زيد: الباعِكُ مِنْ الرِّجال الهالِكُ حُمْقاً، وهو من ذلك الأصل لأَنَّهُ مُخْتَلِط.
[بعل]
الباء والعين واللام أصولٌ ثلاثةٌ: فالأوّل الصاحب، * يقال للزَّوج بَعْل. وكانُوا يُسَمُّون بعضَ الأصنام بَعْلاً. ومن ذلك البِعالُ، وهو مُلاعَبَةُ الرَّجلِ أهْلَه. و
فى الحديث فى أيّام التشريق:«إنّها أيّامُ التْشْريق، إنَّها أيّامُ أَكْل وشُرْبٍ وبِعالٍ». قال الحطيئة:
(١) البيت الأول فى اللسان (بعك) والثانى فيه (مرط، سرا).