القاف والواو والسين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تقدير شئٍ بشئ، ثم يُصَرَّف فتقلبُ واوُه ياءً، والمعنى فى جميعِهِ واحد. فالقَوْس: الذِّراع، وسمِّيت بذلك لأنَّه يقدر بها المَذْرُوع (٢). [وبها سمِّيت القَوسُ] التى يُرمَى عنها.
قال اللّه تعالى: ﴿فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى﴾. قال أهلُ التفسير: أراد:
ذِرَاعَين. والأَقْوَس: المُنْحنِى الظَّهر. وقد قَوَّسَ الشَّيخُ، أى انحَنَى كأنَّه قوسٌ. قال امرؤُ القيس:
أَراهُنَّ لا يُحْبِبْنَ مَنْ قلَّ مالُه … ولا مَنْ رأَيْنَ الشَّيب منه وقوّسا (٣)
ومنه القِياسُ، وهو تَقديرُ الشَّئ بالشئ، والمقدار مِقْياسٌ. تقول: قَايَسْتُ الأمْرَينِ مُقايَسةً وقِيَاساً. قال:
يَخْزَى الوَشيظُ إذا قال الصَّريحُ لهم … عُدُّوا الحَصَى ثمَّ قِيسوا بالمَقَاييس (٤)
وجمعُ القَوسِ قِسِيٌّ، وأَقْواس، [وقِياس (٥)]. قال:
(١) البيت لتوبة بن الحمير. أمالى القالى (٨٨: ١، ١٣١)، برواية: «بالقور» بالراء المهملة، والقوز، ضبطت فى المجمل فى البيت والكلام قبله بضم القاف، وقد أثبت ضبط اللسان والقاموس. (٢) فى الأصل: «بالمزروع وبها المذروع». (٣) فى الديوان ١٤١ واللسان (قوس): «الشيب فيه». (٤) فى الأصل: «يجزى»، صوابه فى المخصص (٩٢: ٣). (٥) التكملة من المجمل.