قال ابن السّكيت: المعَقِّب: الماطِل، وهو هاهنا المفعول به، لأنَّ المظلوم هو الطالب، كأنه قال: طلب المظلوم حَقّه من ماطله. وقال الخليل: المعنى كما يطلب المعقّبُ المظلومَ حقَّه، فحمل المظلومَ على موضع المعقِّب فرفعه.
وفى القرآن: ﴿وَلّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾، أى لم يعطف. والتَّعقيب، غزوة بعد غزوة. قال طفيل:
ويقال: عقَّبَ فلانٌ فى الصَّلاة، إذا قام بعد ما يفرُغ النّاسُ من الصَّلاة فى مجلِسه يصلِّى.
ومن الباب عَقِبُ القدَم: مؤخَّرها. وفى المثل:«ابنُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبيكِ»، وكان أصل ذلك فى عَقيل بن مالك، وذلك أن كبشة بنت عُروة الرّحّال تبَنَّتْه، فعرَم (٤) عقيلٌ على أمِّه يوماً فضربته، فجاءها كبشةُ تمنعها، فقالت: ابنى ابنى.
فقالت القَينيَّة - وهى أمَةٌ من بنى القَين -: «ابنُكِ من دَمَّى عَقِبيكِ»، أى ابنك هو الذى نُفِسْتِ به ووَلَدْتِه حَتَّى أدمى النّفاس عَقِبيْك، لا هذا.
(١) البيت من معلقته المشهورة. ويروى: «على الذبل». (٢) ديوان لبيد ٩٩ طبع ١٨٨٠ واللسان والجمهرة (عقب). ويروى: «وهاجه». (٣) ديوان طفيل ص ٤٠. (٤) عرم، بالراء المهملة، من العرامة، وهى الشراسة والخبث. وفى الأصل: «فعزم».