للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالهمذانى وهو اليوم حى يرزق، وقد عاتبَ (١) بعضَ كتابها على حضوره طعاما مرض منه:

وُقيتَ الردى وصروفَ العلل … ولا عَرَفت قدماك العللْ

شكا المرضَ المجدُ لما مرض … تَ فلما نهضتَ سليماً أبلّ

لك الذنب لا عتب إلا عليك … لماذا أكلت طعام السِّفَلْ

وأنشدنى له في شاعر هو اليوم هناك يعرف بابن عمرو الأسدى، وقد رأيته فرأيت صفة وافقت الموصوف:

وأصفر اللون أزرق الحدقه … فى كل ما يدعيه غير ثقه

كأنه مالك الحزين إذا … همَّ بزَرْقٍ وقد لوى عنقَه

إن قمتُ في هجوه بقافيةٍ … فكل شعرٍ أقوله صدقَه

وأنشدنى عبد اللّه بن شاذان القارى، ليوسف بن حمويه من أهل قزوين؛ ويعرفُ بابن المنادى:

إذا ما جئتَ أحمد مستميحا … فلا يغرركَ منظرُه الأنيقُ

له لطف وليس لديه عرفُ … كبارقةٍ تروق ولا تريق

فما يخشى العدو له وعيداً … كما بالوعد لا يثق الصدِيق

وليوسفَ محاسن كثيرة، وهو القائل - ولعلك سمعت به -:

حجُّ مثلى زيارةُ الخمارِ … واقتنائى العَقارَ شُربُ العُقارِ

ووقارى إذا توقر ذو الشَّيْ … بةِ وَسْطَ النَّدىِّ تركُ الوقارِ

ما أبالى إذا المدامةُ دامتْ … عَذْلَ ناهٍ ولا شناعةَ جارِ

رُبَّ ليلٍ كأنه فرعُ ليلى … ما به كوكبٌ يلوح لسارِى


(١) في الأصل: «عاب».

<<  <  ج: ص:  >  >>