للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه الماء إلى الحوض، والجمع الأَتِىُّ والآتَاءُ. والأَتِىُّ أيضا: السَّيل الذى يأتِى من بلدٍ غيرِ بلدك. قال النابغة:

خَلَّتْ سَبِيلَ أَتِىٍّ كانَ يحبِسُه … وَرَفَعَته إلى السَّجْفَينِ فالنَّضَدِ

قال بعضهم: أراد أتِىّ النُّؤْى، وهو مَجراهُ. ويقال عَنَى به ما يحبِس المجرى من ورقٍ أو حشيش. وأتَّيت للماء تأتيةً إذا وجَّهت له مَجْرًى. اللِّحيانىّ:

رجل أَتِىٌّ إذا كان نافذا. قال الخليل: رجلٌ أتىٌّ، أى غريبٌ فى قومٍ ليس منهم. وأَتاوِىٌّ كذلك. وأنشد الأصمعى:

لا تَعْدِلَنَّ أَتاوِيِّينَ تضْرِبُهُمْ … نكْبَاءُ صِرٌّ بأصْحَاب المُحِلاّتِ (١)

و

فى حديث ثابت بن الدّحْدَاح (٢): «إنما هو أتِىٌّ فينا». والإِتاء: نَماء الزَّرع والنخل. يقال نخلٌ ذو إتاءٍ أى نماء. قال الفرّاء: أتَتِ الأرضُ والنخلُ أتْوًا، وأتى الماءُ إتاءً، أى كثُر. قال:

وبعضُ القول ليس له عِناجٌ … كسَيْل الماء ليس له إتَاءُ (٣)

وقال آخر:

هنالك لا أبالى نَخْلَ سَقْىٍ … ولا بَعْلٍ وإنْ عظُمَ الإتاءُ (٤)


(١) روايات البيت وتخريجاته فى حواشى الحيوان (٩٧: ٥) وسيأتى فى (نكب).
(٢) فى اللسان: «وروى أن النبى سأل عاصم بن عدى عن ثابت بن الدحداح وتوفى: هل تعلمون له نسباً فيكم؟ فقال: لا، إنما هو أتى فينا. قال: فقضى رسول اللّه بميراثه لابن أخته».
(٣) رواية اللسان: (عنج، أنى): «كمخض الماء».
(٤) السقى: ما شرب بماء الأنهار والعيون الجارية. والبعل، ما رسخت عروقه فى الماء فاستغنى عن أن يسقى. والبيت لعبد اللّه بن رواحة الأنصارى كما فى اللسان (بعل، أتى، سقى). قال ابن منظور: «عنى بهنالك موضع الجهاد. أى أستشهد فأرزق عند اللّه فلا أبالى نخلا ولا زرعاً».