فاستأثرَ الدّهرُ الغَدَاةَ بهمْ … والدّهرُ يرمِينِى وما أَرْمِى
يا دهرُ قد أكثَرْتَ فَجْعَتَنَا … بسَرَاتنا ووقَرْتَ فى العَظْمِ (٣)
وسلَبْتَنَا ما لستَ تُعْقِبُنا … يا دَهرُ ما أنصفْتَ فى الحُكْمِ
فأعلَمَ رسولُ اللّه ﵌، أن الذى يفعل ذلك بهم هو اللّه جلّ ثناؤُه، وأنّ الدّهرَ لا فِعلَ له، وأنّ مَنْ سَبَّ فاعِلَ ذلك فكأنّه قد سَبَّ ربّه، ﵎ عمّا يقول الظالمون عُلُوًّا كبيراً.
وقد يحتمل قياساً أن يكون الدَّهرُ اسماً مأخوذاً من الفِعْل، وهو الغَلَبة، كما يقال رجل صَوْمٌ وفِطرٌ، فمعنى لا تسبُّوا الدَّهْرَ، أى الغالبَ الذى يقهركم ويغلِبُكم على أموركم.
ويقال دَهْرٌ دَهِيرٌ، كما يقال أبدٌ أبِيدٌ. وفى كتاب العين: دَهَرَهُم أمْرٌ،
(١) فى الأصل: «الضائع»، وإنما هو عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة. انظر المعمرين ٦٢، ٨٩ ومعجم المرزبانى ٢٠٠ والخزانة (٣٣٨: ١) حيث أنشد الشعر له. (٢) هو الأعشى. انظر ملحقات ديوانه ٢٥٨ واللسان (وقر). (٣) فى الأصل: «وقد قرت»، تحريف.