للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَمنْ بِنَجوتِهِ كمن بعَقْوَتِه … والمستكنُّ كمَنْ يمشي بِقرْواحِ (١)

وإنّما قُلنا إنّه محمولٌ عليه لأنّه لمَّا نَجَا من السَّيل فكأنَّه الشيء الذي يَنجو من شيءٍ بذَهابٍ عنه. فهذا معنى المحمول.

وقولهم: بيني وبينهم نَجَاوَةٌ (٢) من الأرض، أي سعة، من الباب؛ لأنَّه مكان يُسرَعُ فيه ويُنْجَى. و

في الحديث: «إذا سافرتم في الجَدْبِ فاسْتَنْجُوا».

يريد لا تُبطِئُوا في السير، ولكن انكَشِفُوا ومُرُّوا.

ومن الباب النَّجْو: السَّحاب، والجمع النِّجاء؛ وهو من انكشافِه لأنَّه لا يثبت.

قال ابن السكّيت: أنْجَت السّحابةُ: ولّتْ. وقولهم: استَنْجَى فلانٌ، قالوا هو من النَّجْوَة، كأنَّ الإنسانَ إذا أرادَ قضاءَ حاجته أتى نَجوةً من الأرض تستره، فقيل لمن أرادَ ذلك استنجى، كما قالوا: تغوَّطَ، أي أتى غائطاً.

ومن الباب نجَوْتُ فلاناً: استَنْكَهْتُه، كأنّكَ أردتَ استكشافَ حالِ فيه.

قال:

نجَوْتُ مُجَالِدًا فوجدت فيه … كريح الكَلْبِ ماتَ حديثَ عَهْدِ (٣)


(١) لعبيد بن الأبرص فى ديوانه ٨٦ واللسان (نجا) ومختارات ابن الشجرى ١٠١. ويروى أيضا لأوس بن حجر فى ديوانه ٤ والأغانى (٦: ١٠).
(٢) وردت فى المجمل والقاموس، ولم ترد فى اللسان.
(٣) للحكم بن عبدل الأسدى، كما فى الحيوان (٢٥١: ١). وقصيدة البيت فى معجم الأدباء (٢٣٢: ١٠) وورد بدون نسبة فى اللسان (جلد، نكه، نجا) والمخصص (٢٠٩: ١١). ويروى: «نكهت مجالدا».