للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغنم، والبِرّ الصَّوتُ بها إذا سِيقَتْ. [و] يقال لا يعرف مَنْ يكرهُه ممّن يبَرّه.

والبربرة: كثرة الكلامِ والجَلَبَةُ باللِّسان. قال:

* بالعَضْرِ كلّ عَذَوَّرٍ بَرْبارٍ *

ورجل بَرْبارٌ وبَربارةٌ. ولعلّ * اشتقاق البَربَرِ مِنْ هذا. فأما قولُ طرَفَة:

ولكن دعا من قيس عَيلان عصبةً … يسوقون فى أعلى الحجازِ البَرابِرا (١)

فيقال إنه جمع بُرْبُر (٢)، وهى صِغارُ أولادِ الغنَم. قالوا: وذلك من الصَّوت أيضا، وذلك أنّ البَربرة صوتُ المَعْز.

والأصل الثالث خلاف البحر. وأَبَرَّ الرّجلُ صار فى البَرّ، وأبْحَرَ صار فى البحر. والبرّيّة الصحراء. والبَرّ نقيض الكِنّ. والعرب تستعمل ذلك نَكِرةً، يقولون خرجت بَرًّا وخرجتُ بحراً. قال اللّه تعالى: ﴿ظَهَرَ اَلْفَسادُ فِي اَلْبَرِّ وَاَلْبَحْرِ﴾.

وأما النَّبْت فمنه البُرّ، وهى الحنطة، الواحدة بُرّة. قال الأصمعىّ: أبَرَّت الأرضُ إذا كثر بُرُّها، كما يقال أَبْهَمَت إذا كثر بُهْمَاها. والبُرْبُور (٣) الجَشيش من البُرّ. يقال للخُبز ابن بُرَّةَ، وابنُ حَبّةَ، غير مصروفَين. قال الشيبانى:

«هو أقصر من بُرّة» يعنى (٤) واحدة البُرّ. أى إن البُرّةَ غايةٌ فى القِصَر.

قال الخليل: البَرير حَمْل الأَراك. قال النابغة:


(١) كذا ورد إنشاده: «يسوقون» بالقاف، والشرح يؤيد هذه الرواية، لكن فى ديوان طرفة ٢: «يسوفون» بالفاء، وقافية البيت فى الديوان «البرائرا»، قال ابن السكيت: «البرائر: جمع برير، وهو ثمر الأراك. ويسوفون: يشمون».
(٢) انفرد ابن فارس من بين أصحاب المعاجم بهذه الكلمة.
(٣) الجشيش: المجشوش، أى المدقوق. وفى الأصل: «الحشيش» محرف، صوابه فى اللسان (١٢٠: ٥ س ١٧).
(٤) فى الأصل: «بقى»، تحريف.