فى الحديث:«إنّ المُنْبَتَّ لا أرضاً قَطَعَ ولا ظَهْراً أَبْقَى». هو الذى أتعَبَ دابّتَه حتَّى عطِب ظَهرُه فبِقى مُنقَطعاً به. قال التميمى:
«هذا بَعيرٌ مُبْدَعٌ وأَخاف أنْ أحمِلَ عليه فأبُتَّه» أى أقطعه. ومُبْدَعٌ: مُثْقَلٌ، ومنه قوله (١): «إنّى أُبْدِعَ بى». قال النَّضر: البعير البات المهزول الذى لا يقدر على التحرُّك. والزاد يقال له بَتاتٌ، من هذا؛ لأنه أَمارة الفِراق. قال الخليل: يقال بَتَّتَهُ أهلُه أى زوَّدُوه. قال:
أبُو خَمْسٍ يُطِفْنَ به جميعاً … غدا مِنْهنَّ ليس بذِى بَتَاتِ
قال أبو عُبيدٍ: و
فى الحديث:«لا يُؤخذ عُشْر البَتات». يريد المتاع، أى ليس عليه زكاةٌ. قال العامِرىّ: البَتات الجِهَاز من الطَّعام والشَّراب؛ وقد تَبَتَّتَ الرّجلُ للخُروج، أى تجهَّز. قال العامرىّ: يقال حجَّ فلانٌ حجًّا بَتًّا أى فَرْداً، وكذلك الفردُ من كلِّ شئ. قال: ورجلٌ بتٌّ، أى فرد؛ وقميص بَتٌّ أى فَرْد بليس على صاحبه غيرُه. قال:
* يا رُبَّ بَيضاءَ عليها بَتُّ *
قال ابن الأعرابىّ: أعطيته كذا فبَتَّتَ به، أى انفرد به.
ومما شذ عن الباب قولُهم طَحَن بالرَّحَى بَتًّا إذا ذهب بيده عن يساره، وشَزْراً إذا ذهب به عن يمينه.
(١) فى الأصل: «من قوله». وفى اللسان: «وفى الحديث أن رجلا أتى النبى ﷺ فقال: يا رسول اللّه إنى أبدع بى فاحملنى».