للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالأوَّل القَبَص، وهو الخِفَّة والنَّشاط. والقَبُوص: الذي إذا جَرَى لم يُصِبِ الأرضَ منهُ إلاّ أطرافُ سَنابِكهِ ومن ذلك القَبْصُ، وهو تناوُلُ الشَّيءِ بأطراف الأصابع، ولا يكون ذلك إلاَّ عن خِفّةٍ وعَجَلة. وقُرِئَت: «فَقَبَصْتُ قَبْصَةً من أَثَرِ اَلرَّسُولِ (١)»، بالصَّاد. وذلك المأخوذُ قَبْصة.

والأصل الآخر القِبْص، وهو العَدَد الكثير. قال:

لكم مَسجدَا اللّهِ المَزُورَانِ والحَصَى … لكُمْ قِبْصُه من بينِ أثْرَى وأَقتَرَا (٢)

ومن هذا الباب القَبَص فى الرَّأس: الضَّخَم، ويقال منه هامَةٌ قَبْصاء.

قال أبو النجم:

* [قَبْصاءَ لَم تُفطَحْ ولم تُكَتَّلِ (٣)] *

ومما شذَّ عن هذين الأصلين: القَبْصَ، وهو وجعٌ عن أكْل الزَّبيب. قال:

* أرفقة تشكو الجُحافَ والقَبَصْ (٤) *


(١) قرأ الجمهور: ﴿فَقَبَضْتُ قَبْضَةً﴾ بالضاد المعجمة. وقرأ عبد اللّه وأبى وابن الزبير وحميد والحسن: (فقبصت قبصة) بفتح قاف (قبصة). وقرأ الحسن بخلاف عنه وقتادة ونصر بن عاصم بضم القاف. تفسير أبى حيان (٢٧٣: ٦). وانظر إتحاف فضلاء البشر ٣٠٧.
(٢) البيت للكميت، كما فى اللسان (قبص). والبيت من شواهد النحويين، استشهد به فى الإنصاف ٤٢٧ على حذف الموصول وإبقاء صلته، وفى شرح الأشمونى للألفية على حذف المنعوت الذى ليس بعض مجرور قبله بمن أوفى.
(٣) موضعه بياص فى الأصل. وأنشده فى اللسان منسوبا لأبى النجم فى (فطح)، وفى (قبص) بدون نسبة. وتجد البيت محرفا فى أرجوزة أبى النجم التى نشرها العلامة بهجة الأثرى فى مجلة المجمع العلمى العربى بدمشق، أغسطس سنة ١٩٢٨ ص ٤٧٤. وقبله:
* تحت حجاجى هامة لم تعجل *.
(٤) أنشده فى اللسان (جحف، قبص) ومجالس ثعلب ٢٢١.