ومن الباب [القَرُّ (٢)]: صَبُّ الماءِ فى الشَّئ، يقال قَرَرتُ الماء. والقَرُّ:
صبُّ الكلامِ فى الأُذُن.
ومن الباب: القَرقَر: القاع الأملس. ومنه القُرارة: ما يلتزِق بأسفل القِدْر، كأنَّه شئ استقرَّ فى القِدْر.
ومن الباب عندنا - وهو قياسٌ صحيح - الإقرار: ضدُّ الجحود، وذلك أنَّه إذا أقَرَّ بحقٍّ فقد أقرَّهُ قرارَهُ. وقال قومٌ فى الدُّعاء: أقرّ اللّه عينه: أى أعطاه حتى تَقِرَّ عينُه فلا تطمَحَ إلى من هو فوقَه. ويوم القَرِّ: يومَ يستقرُّ الناسُ بمنًى، وذلك غداةَ يومِ النَّحر.
قلنا: وهذه مقاييسُ صحيحةٌ كما ترى فى البابين معاً، فأمَّا أنْ نتعدَّى ونتحمّل الكلامَ كما بلغنا عن بعضهم أنَّه قال: سمِّيت القارورة لاستقرار الماء فيها وغيرِه، فليس هذا من مذهبنا. وقد قلنا إنَّ كلامَ العرب ضربان: منه ما هو قياسٌ، وقد ذكرناه، ومنه ما وُضِع وضعاً، وقد أثبَتْنا ذلك كلَّه.
واللّه أعلم.
فأمَّا الأصواتُ فقد تكون قياساً، وأكثرُها حكاياتٌ. فيقولون: قَرقَرت الحمامةُ قَرقرةً وقَرْقَرِيراً.
(١) لامرئ القيس فى ديوانه ١٢٦ واللسان (حرج، قرر). وقد سبق فى (حرج) وصدره: * فإما ترينى فى رحالة جابر *. (٢) التكملة من المجمل.