ومن الباب: الغَرِير، وهو الضَّمين، يقال: أنا غريرُك من فلانٍ، أى كفيلُك. وإنما سمِّىَ غريراً لأنّه مِثَالُ المضمونِ عنه، يؤخذ بالمال مثلَ ما يؤخذ المضمون عنه. ومحتملٌ أن يكون غِرَارُ السَّيف، وهو حدُّه، من هذا. وكلُّ شئٍ له حَدٌّ فَحَدُّه غِرَارٌ؛ لأنه شئ إليه انتهى طَبْعُ السَّيف ومثالُه.
فى الحديث:«لا غِرارَ فى صلاةٍ ولا تسليم». فالغِرار فى الصَّلاة: ألاَّ يتمَّ ركوعَها أو سجودَها. والغِرار فى السَّلام: أن يقول السَّلام عليك، أو يرُدَّ فيقول: وعليك. ومنه الغِرار، وهو النَّوم القَليل. قال الشاعر (٢):
ما بالُ نومِك فى الفِراش غِرارا … لو كان قلبُك يستطيع لطارا (٤)
ومن الباب: بيع الغَرَر، وهو الخَطَر الذى لا يُدْرَى أيكون أم لا، كبيع العبدِ الآبِق، والطَّائرِ فى الهواء. فهذا ناقصٌ لا يتمُّ البيع فيه أبداً. وغَرَّ الطائرُ فرخَه، إذا زَقَّه، وذلك لقلّته ونُقصَانِ ما معه.
(١) الرجز لمهلهل، كما فى الأغانى (١٤٤: ٤). وأنشده فى اللسان (غرر) بدون نسبة. (٢) هو الفرزدق يرثى الحجاج. ديوانه ٣٦٥ واللسان (غرر). (٣) فى الأصل: «ونومهن غرارا»، صوابه من الديوان. وفى اللسان: «فنومهن غرار». (٤) ديوان جرير ٢٢٦ برواية: «بالفراش غراراً لو أن قلبك يستطيع».