الأوّل مفعول والثانى فاعل، كأنّه قال: حفْظ المؤتَمَن المؤتَمِن. وَبَيْتٌ آمِنٌ ذو أَمْن. قال اللّه تعالى: ﴿رَبِّ اِجْعَلْ هَذَا اَلْبَلَدَ آمِناً﴾. وأنشد اللِّحيانىّ:
ألم تعلَمِى يا اسْمَ وَيْحَكَ أَنَّنى … حَلَفْتُ يميناً لا أَخُون أمِينى (٤)
أى آمِنى. وقال اللِّحيانى وغيره: رجلٌ أُمَنَة إِذا كان يأمَنه الناسُ ولا يخافون غَائِلَتَهُ؛ وأَمَنَةٌ بالفتح يصدّق ما سَمِع ولا يكذِّب بشئٍ، يثق بالناس. فأما قولهم:
أعطيتُ فلاناً من آمَنِ مالى فقالوا: معناه مِنْ أعَزِّه علىّ. وهذا وإن كان كذا فالمعنى معنى الباب كلِّه، لأنّه إذا كان من أعزّه عليه فهو الذى تسكن نفسُه. وأنشدوا قولَ القائل:
(١) انظر ديوانه ص ٥٤ واللسان (أمن ١٦٢). (٢) ديوان النابغة ٧٨. (٣) ديوان حسان ٤١٤ بلفظ: « … حدثته سر نفسى … فرعاه … ». (٤) ويروى: « … لا أخون يمينى» أى الذى يأتمنى. وقيل إن الأمين فى هذا البيت بمعنى المأمون. نظر اللسان (أمن ١٦٠ - ١٦١). (٥) البيت للحادرة الذبيانى فى المفضليات (٤٣: ١) ويروى: «بآمن» بكسر الميم.