فأمّا ما جاء على هذا من ذكر النَّبات فقد قلنا فيه ما كَفَى، إلاّ أنّهم يقولون: إنّ العُضَّ، مضموم: علَفُ أهلِ القرى والأمصار، وهو النّوى والقَتُّ ونحوُهما. قال الأعشى:
وقال الشَّيبانىّ: العُضّ (٣): العَلف. ويقال بل العُضُّ الطَّلح والسَّمُر والسَّلَم، وهى العِضاهُ. قال الفرَّاء: أعضَّ القومُ فهُمْ مُعِضُّون، إذا رعَوا العضاهَ. وأنشد:
وإنما جاز ذلك لمَّا كان العِضَاهُ من الشَّجَر لا العُشْب صارت الإبل مادامت مقيمةً فهى بمنزلة المعلوفة فى أهلها النَّوَى وشِبهَه. وذلك أنَّ العُضّ علَف الرِّيف من النّوى والقَتّ. قال: ولا يجوز أن يقال من العِضَاهِ مُعِضُّ إلاّ على هذا التأويل.
والأصل فى المُعِضّ أنَّه الذى تأكل إبله العُضَّ. وقال بعضهم: العِضُّ، بكسر العين، العِضَاهُ. ويقال بعيرٌ غاضٍ، إذا كان يُعلفَه أو يُرعاه (٥). قال:
(١) البيت لعياض بن درة، كما فى اللسان (عضض). (٢) ديوان الأعشى ٦ واللسان (عضض، حبل). وفى الأصل: «الجبال»، تحريف. (٣) فى الأصل: «العضيض»، تحريف. (٤) أنشده فى اللسان (عضض، أرك)، وفى الموضع الأخير. «نسير». (٥) أى يرعى الغضى، ولم يجر له ذكر. وفى الأصل: «عاض» بالعين المهملة.