للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالأوّل العَرُّ والعُرّ. قال الخليل: هما لغتان، يقال هو الجَرَب. وكذلك العُرَّة. وإنما سُمِّىَ بذلك لأنّه كأنَّه لطْخٌ بالجسَد. ويقال العُرَّة القَذَر بعينه. و

فى الحديث: «لعن اللّه بائع العُرّة ومشتريَها».

قال ابنُ الأعرابىّ: العَرُّ الجَرَب. والعُرّ: تسلّخ جلد البعير. وإنما يُكوَى من العَرّ لا من العُرّ. قال محمد بن حبيب: جمل أعَرُّ، أى أجرب وناقة عَرّاء.

قال النَّضر: جَمَلٌ عارٌّ وناقة عارّة، ولا يقال مَعرور فى الجَرب، لأن المعرورة (١) التى يُصيبها عَيْنٌ فى لبنها وطَرْقها. وفى مثلٍ: «نَحِّ الجَرباء عن العارَّة». قال:

والجرباء: التى عَمَّها الجربُ، والعارّة: التى قد بدأ فيها ذلك، فكأنّ رجلاً أراد أن يبعُد بإبله الجرباء (٢) عن العارّة، فقال صاحبُه مبكّتاً له بذلك، أى لِمَ يُنَحِّيها وكلُّها أجرب. ويقال: ناقةٌ معرورة قد مَسَّتْ ضرعَها نحاسةٌ فيفسُد لبنُها (٣). ورجلٌ عارورة، أى قاذورة. قال أبو ذؤيب:

فكلاًّ أراه قد أصابَ عُرورُها (٤)


(١) لم تذكر هذه الكلمة فى اللسان، وذكرت فى القاموس (عرر) مفسرة بقوله «التى أصابتها عين فى لبنها» والطرق المذكور فى تفسير ابن فارس، هو ضراب الفحل.
(٢) وهذا شاهد آخر لوصف الجمع بفعلاء المفرد. انظر ما أسلفت من التحقيق فى مجلة الثقافة ٢١٥١ والمقتطف نوفمبر سنة ١٩٤٤ والمقاييس (حر).
(٣) هذا التفسير لم يرد فى المجمل ولا فى سائر المعاجم المتداولة.
(٤) كلمة «أراه» ساقطة من الأصل. وصدر البيت فى ديوانه ١٥٤:
خليلى الذى دلى لغى خليلتى
وعجزه فى اللسان:
جهارا فكل قد أصاب عرورها
وضبطت «عرورها» بالنصب، صوابه الرفع، فالقصيدة مضمومة الروى.