ومما ينقاس منه قولُهم صِورَ يَصْوَر، إذا مال. وصُرْت الشَّئَ أَصُورُه، وأصَرْتُه، إذا أمَلته إليك. ويجئ قياسُه تَصَوَّر، لِمَا ضُرِب، كأنَّه مال وسَقط.
فهذا هو المنقاس، وسِوى ذلك فكلُّ كلمةٍ منفردةٌ بنفسها.
من ذلك الصُّورة صُورة كلِّ مخلوق، والجمع صُوَر، وهى هيئةُ خِلْقته.
واللّه تعالى ﴿اَلْبارِئُ اَلْمُصَوِّرُ﴾. ويقال: رجل صَيِّرٌ إذا كان جميل الصورة. ومن ذلك الصَّور: جماعةُ النَّخْل، وهو الحائش. ولا واحدَ للصَّوْر من لفظه. ومن ذلك الصُّوار، وهو القَطيع من البقر، والجمع صِيران. قال:
ومن ذلك الصُّوار، صُوار المِسْك، وقال قوم: هو ريحُه، وقال قوم: هو وعاؤه. ويُنشِدون بيتاً وأخلِقْ به أن يكون مصنوعاً، والكلمتان صحيحتان:
إذا لاح الصُّوار ذكرتُ ليلَى … وأذكرُها إذا نَفَح الصّوارُ (٢)
ومن ذلك قولهم: أجِدُ فى رأسى صَوْرة، أى حِكَّة. ومن ذلك شئٌ حكاه الخليل، قال: عصفور صَوَّار، وهو الذى إذا دُعى أجابَ. وهذا لا أحسبه عربيًّا، ويمكن إنْ صحّ أن يكون من الباب الذى ذكرناه أوّلاً؛ لأنه يميل إلى داعِيه. فأمّا شَعَر النّاصية من الفَرَس فإنه يسمى صَوْرا. وهذا يمكن أن يكون على معنى التشبيه بصَوْر النَّخل، وقد ذُكِرَ. قال:
كأنَّ عِرقا مائلاً من صَوْره (٣)
ويقال: الصَّارَةُ: أرض ذات شجَر.
(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ٨٧ واللسان (غلب) بدون نسبة. (٢) وكذا أنشده فى المجمل واللسان بدون نسبة. (٣) فى اللسان (صور): كأن جذعا خارجا من صوره … ما بين أذنيه إلى سنوره.