للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(١٠) وما رواه الإمام أحمد من طريق أبي معشر، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : " تهادوا، فإنَّ الهديَّةَ تذهب وغر الصدر" (١).


(١) مسند أحمد (٢/ ٤٠٥).
وأخرجه الترمذي (٢١٣١)، وأبو الوليد الطيالسي (٢٣٣٣)، والقضاعي في مسند الشهاب (٦٥٦)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (٣٥٨) كلهم من طريق أبي معشر، عن سعيد، عن أبي هريرة عن النبي قال: " تهادوا؛ فإنَّ الهديَّةَ تذهب وَحَرَ الصَّدر ". زاد الترمذي، والطيالسي، وابن أبي الدنيا: " ولا تحقرنَّ جارةٌ لجارتها ولو شِقَّ فرسنِ شاة ".
الحكم على الحديث: إسناده ضعيفٌ؛ لأنَّ فيه أبا معشر، واسمه نجيح بن عبد الرحمن، ضعيف كما سبق. لهذا قال الترمذي (٦/ ٣٠٤): " هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه. وأبو معشر اسمه نجيح مولى بني هاشم، وقد تكلَّمَ فيه بعضُ أهل العلم من قِبَلِ حفظِهِ ".
وجاء معناه من حديث أم حكيم بنت وَدَاع الخُزاعيَّة: رواه القضاعيُّ في مسند الشهاب (٦٥٩)، والطبراني في الكبير ٢٥/ (٣٩٣)،
كلاهما من طريق حبابة بنت عجلان، عن أمها أم حفصة، عن صفيَّة بنت جرير، عن أم حكيم بنت وَدَاع الخُزاعيَّة، قالت: سمعت رسول الله يقول: " تهادوا؛ فإنَّ الهديَّةَ تُضعفُ الحبَّ، وتذهبُ بغوائل الصدر ".
وإسناده ضعيف أيضاً؛ لهذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ١٤٧): " فيه من لا يُعرف". وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٦٠٥): " حبابة بنت عجلان لا تُعرف ولا أمها صفيَّة".
ونقل الحافظُ ابنُ حجر في التلخيص (٣/ ٨٠ - ٨١) عن ابن طاهر أنه قال: " إسناده أيضاً غريبٌ وليس بحجَّةٍ".
وجاء أيضاً من مرسل عطاء الخراساني، وعمر بن عبد العزيز.
فأما مرسل عطاء الخراساني: فقد رواه مالك في الموطأ (٢/ ٩٠٨) عن عطاء بن أبي مسلم عبد الله الخراساني، قال: قال رسول الله : " تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابّوا، وتذهب الشحناء ".
ومراسيل عطاء ليست بحجَّة. والعجيب من قول ابن عبد البر: " هذا يتَّصلُ من وجوه شتَّى حسان كلّها ".
وأما مرسل عمر بن عبد العزيز: فقد رواه عبد الله بن وهب في الجامع (ص ٣٨) عن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه مرفوعاً، بنحوه.
ولكنَّه أقوى من الذي قبله، فإن عمر بن عبد العزيز هو الخليفة الأموي الراشدُ تابعي، وابنه عبد الله ترجمه ابن أبي حاتم (٢/ ٢ - ١٠٧) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً (تخريج أحاديث البلوغ ص ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>