الإسلامية، وازداد عددها مع مرور الأيام، تحقيقاً لتلك المقاصد الحكيمة التي من أجلها شرع الوقف.
وقد قال السيوطي في الوقف شعراً:
إذا ماتَ ابنُ آدمَ ليس يجري … عليه من فعالٍ غيرُ عشرِ
علومٌ بثَّها ودعاءُ نجلٍ … وغرسُ النخلِ والصدقاتُ تجري
وراثةُ مصحفٍ ورباطُ ثغرٍ … وحفرُ البئرِ أو إجراءُ نهر
وبيتٌ للغريب بناه يأوي … إليه أو بناءُ محلِّ ذِكْر
وتعليمٌ لقرآنٍ كريمٍ … فخُذْها من أحاديثٍ بحَصْر (١)
وتبرز أهمية هذا الموضوع في حاجة أهل العلم وعموم الناس إلى دراسة متخصصة لمسائل الأوقاف، ويدل لذلك جهل كثيرٍ من الناس بمسائله، وكثرة أسئلتهم واستفساراتهم.
وتظهر أهمية هذا الموضوع بما يلي:
١ - الاستجابة لأمر الله ورسوله ﷺ بطلب العلم، والتعبد لله ﷿ بذلك.
٢ - احتياج كثير من مسائل هذا الموضوع إلى التحرير والتدقيق، وحاجة الناس إلى ذلك.
٣ - بيان شيء من أوجه الشريعة الحسنة بشرعها، مثل هذه العقود التي تعود بالمصلحة العظيمة على الفرد، والجماعة، والأمة.
٤ - بيان ما يترتب على الوقف من مصالح عظيمة للفرد والجماعة، ومقاصد سامية.
٥ - جمع ما يتعلق بأحكام الأوقاف في مؤلف مستقل ليسهل تناول أحكامه من قبل أهل العلم من القضاة، والمفتين، والمحامين، وغيرهم.
(١) حاشية الشبرملسي بهامش نهاية المحتاج (٥/ ٣٥٨).