[المطلب السابع: الإثابة على الهبة، والدعاء للواهب]
يستحب لمن وهب له هبة أن يثيب عليها (١)؛
(١٤) لما روى البخاري من طريق هشام، عن أبيه، عن عائشة ﵂ قالت:" كان رسول ﷺ يقبل الهدية ويثيب عليها "(٢).
فرع:
يُستحب للمهدى إليه أن يدعو للمهدي، ويُستحب للمهدي إذا دعا له المهدى إليه أن يدعو أيضا له.
(١٥) لما رواه الترمذي من طريق سُعَيْر بن الخمس، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء "(٣).
(١) كشاف القناع، مصدر سابق، ٤/ ٣٢١. (٢) صحيح البخاري في الهبة/ باب المكافأة على الهبة (٢٥٨٥). (٣) سنن الترمذي في البر والصلة/ باب ما جاء في الثناء (٢٠٣٥). وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (١٨٠)، وعنه ابن السني (٢٧٦) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، وابن حبان (٣٤١٣) "إحسان" من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (٢/ ٣٤٥) من طريق أحمد بن يونس الضبي، ثلاثتهم (إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحسين بن الحسن، وأحمد بن يونس) عن الأحوص به. الحكم عليه: قال الترمذي: " هذا حديث حسن جيد غريب لا نعرفه إلا من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه، وقد روي عن أبي هريرة عن النبي ﷺ بمثله، وسألت محمداً فلم يعرفه ". وقال في العلل الكبير (٣١٦): " سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: هذا منكر، وسعير بن الخمس كان قليل الحديث ويروون عنه مناكير ". وقال أبو حاتم في العلل (٢/ ٢٣٦): " عندي موضوع بهذا الإسناد ". وقال في موضع آخر (٢/ ٣٥٠): " هذا حديثٌ منكرٌ بهذا الإسناد ". وحديث أبي هريرة ﵁: أخرجه ابن أبي شيبة (٩/ ٧٠)، والبزّار (١٩٤٤)، ولفظه: " إذا قال الرجل لأخيه: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء ". وفي سنده موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. وقد جاء الخبر من حديث ابن عمر ﵄: أخرجه الخطيب (١٠/ ٢٨٢). ومن حديث عائشة ﵂: أخرجه أحمد (٦/ ٩٠)، وفيه ابن أبي الأخضر، وفيه ضعف. ومن حديث أم سلمة ﵂: أخرجه ابن عدي في الكامل (٣/ ٣١٩)، وفيه الخشَّاب، متروك.