للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وابن خلدون يتحدث عما شاهده في القاهرة من التطور العلمي والحضاري والحياة المدنية، خاصة في تعليم العلوم التجريبية وهو يقول:

كل هذه النشاطات العملية قد ساعد عليها ما حدث خلال القرنين اللذين سبقا زمانه، وخاصة زمان صلاح الدين الأيوبي الذي أوقف أراضي زراعية ومباني وبيوتا وحوانيت للمدارس، ثم على ما خصصه من بعده الأمراء الأتراك والممالك الذين أوقفوا أموالهم على المؤسسات التعليمية ..

بل وصلت عوائد الأوقاف وفوائده إلى المساجين، إذ لم يحرموا منها، فقد خصصت بعض الوقفيات من أجل الإنفاق على تعليمهم، علاوة على الصرف عليهم وعلى عوائلهم من أموال موقوفة ومخصصه للمساجين.

وقد ألفت في تاريخ المدارس مصادر عدة حاولت استقراء أعدادها وما يدرس فيها، ومنها:

١ - المواعظ والاعتبار للمقريزي (ت ٨٤٥ هـ).

٢ - الأعلاق الخطيرة لابن شداد (ت ٦٨٤ هـ).

٣ - العقود اللؤلؤية للخرزجي (ت ٨١٢ هـ).

٤ - الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي (ت ٩٢٧ هـ).

٥ - تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي (ت ٧٢٣ هـ) (١).

[المسألة الرابعة: الوقف على المكتبات.]

أدرك كل الواقفين للمدارس، وزوايا العلم، وحلقات الدرس في المساجد أهمية الكتاب لنشر العلم، وأن الاقتصار على تشييد الأبنية وتوفير جهاز للتدريس غير كاف فاهتموا بوقوف الكتب عليها لتكون وسيلة ميسرة للتحصيل والمراجعة توفر مادة علمية يستند إليها المعلم والمتعلم في وقت


(١) ينظر: الوقف وبنية المكتبة العربية ص ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>