وجه الدلالة: أن الله تعالى امتدح الأبرار على إطعامهم الطعام للأسير، والأسير في ذلك الوقت لم يكن إلا مشركاً كافراً، فدل ذلك على جواز الصدقة على الكافر، ومن ذلك الوقف (٤).
قال الحسن البصري:" ما كان أسراهم إلا المشركين "(٥).
ويقول ابن جرير:" والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله وصف هؤلاء الأبرار بأنهم كانوا في الدنيا يطعمون الأسير، والأسير قد وصفت صفته، واسم الأسير قد يشتمل على الفريقين، وقد عمّ الخبر عنهم أنهم يطعمونهم، فالخبر على عمومه حتى يخصه ما يجب التسليم له " إلى أن قال: " وكذلك الأسير معنيّ به أسير المشركين والمسلمين يومئذ وبعد ذلك إلى قيام الساعة "(٦).
(١) المصادر السابقة للحنابلة. (٢) آية ٨ من سورة الإنسان. (٣) انظر: المغني، مصدر سابق، (٤/ ١١٤). (٤) أحكام صدقة التطوع ص ٣٨٠. (٥) جامع البيان (٢٨/ ٦٥)، وانظر: أحكام القرآن للجصاص (٥/ ٣٧٠). (٦) جامع البيان (٢٩/ ٢١٠).