(٧٥) ٣ - ما رواه مسلم من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "من عُرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الريح "(١).
(٧٦) وروى الترمذي من طريق عبد الله بن مسلم، عن أبيه، عن ابن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: "ثلاث لا ترد: الوسائد، والدهن، واللبن"(٢).
(حسن).
وجه الدلالة: أن النبي ﷺ نهى عن رد بعض أنواع الهبات، فدل ذلك على جواز رد ما سواها من العطايا، وإلا لم يكن لتخصيصها بالذكر وجه (٣).
٤ - اقتداء برسول الله ﷺ في قبوله وصية البراء له بثلث ماله (٤)، ووصية مخيريق له بجميع ماله.
فقد روى الواقدي:"كان مخيريق اليهودي من أحبار اليهود، فقال يوم السبت، ورسول الله ﷺ بأحد: يا معشر اليهود إنكم لتعلمون أن محمداً نبي، وأن نصره عليكم لحق، قالوا: إن اليوم يوم السبت. قال: لا سبت، ثم أخذ سلاحه، ثم حضر مع النبي ﷺ فأصابه القتل. فقال رسول الله ﷺ: مخيريق خير يهود، وقد كان مخيريق حين خرج إلى أحد، قال: إن أصبت فأموالي لمحمد يضعها حيث أراه الله"(٥).
(١) صحيح مسلم في الألفاظ/ باب استعمال المسك (٢٢٥٤). (٢) سنن الترمذي في الأدب- باب ما جاء في كراهية رد الطيب (٢٧٩٠)، وأخرجه أيضا في الشمائل (٢١٨) عن قتيبة، حدثنا ابن أبي فديك، به. (٣) فتح الباري ٥/ ٢٠٩، عارضة الأحوذي ١٠/ ٢٣٦. (٤) تقدم تخريجه (١٥)، وانظر: الفتح ٥/ ٣٧٠. (٥) مغازي الواقدي ١/ ٢٦٢، والواقدي متروك. وأخرجه ابن سعد في الطبقات ١/ ٥٠١، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٠/ ٢٢٩ عن محمد بن عمر (وهو الواقدي) حدثني محمد بن بشر بن حميد، عن أبيه قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول في خلافته: سمعت بالمدينة والناس يومئذ بها كثير من مشيخة المهاجرين، والأنصار: "إن حوائط النبي ﷺ يعني السبعة التي أوقف من أموال مخيريق، وقال: إن أصبت فأموالي لمحمد يضعها حيث أراه الله". وهذا الإسناد فيه علل منها: أن الواقدي متهم بالكذب. ومنها أنه معضل. وأخرجه ابن شبة في أخبار المدينة ١/ ١٦٩ قال: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد الله بن جعفر بن المسور، عن أبي عون، عن ابن شهاب قال: " كانت صدقات رسول الله ﷺ أموالا لمخيريق، وأوصى مخيريق بأمواله للنبي ﷺ .... ". وهذا مرسل، ومراسيل الزهري من أضعف المراسيل. وأخرجه الطبري في تاريخه ٣/ ٢٦٠، قال حدثنا ابن حميد، ثنا سلمة، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة .... به نحوه، وهذا معلول فإنه معضل، وقد جاء من عدة طرق، ولا يصح منها شيء البتة. وقد ذكره ابن هشام في السيرة ٢/ ١٤٠، وأبو نعيم في دلائل النبوة ١/ ٩٠ عن ابن إسحاق، وله غير ذلك من الطرق المنكرة والمنقطعة. وقال ابن رجب في فتح الباري ٣/ ٢٩٩ عقب ذكره لهذا الخبر: وروى ابن سعد ذلك بأسانيد متعددة، وفيها ضعف.