وجه الدلالة: أن الله ﷿ أمر بالأكل مما تهبه الزوجة لزوجها من صداقها، والأكل غير متعين، فدل على عدم وجوب قبول الهبة.
٢ - ما تقدم من الأدلة على قبول النبي ﷺ للهبة وإثابته عليها (٢).
والفعل يدل على الاستحباب.
(١٨) ٣ - ما رواه البخاري من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب أنّ حكيم بن حزام ﵁ قال: سألت رسول الله ﷺ فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال:«يا حكيم إنَّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بِسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السُّفلى» قال حكيم: فقلت يا رسول الله: والذي بعثك بالحق لا أَرْزَأُ (٣) أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا، فكان أبو بكر ﵁ يدعو حكيمًا إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه، ثم إنّ عمر ﵁ دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئًا، فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم، أنى أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يَرْزأ حكيم أحدًا من الناس بعد رسول الله ﷺ حتى تُوُفِّى" (٤).
(١) آية ٤ من سورة النساء. (٢) تخريجها برقم (١٤). (٣) أرزأ: أصله النقص، فقوله: (لا أرزأ أحداً) أي: لا أنقص أحداً بالأخذ منه (النهاية في غريب الحديث ٢/ ٨٢). (٤) صحيح البخاري -كتاب الزكاة/ باب الاستعفاف عن المسألة (١٤٧٢)، ومسلم مختصراً في الزكاة/ باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى (١٠٣٥).