فقال: يا رسول الله إني أريد الجهاد، وليس عندي ما أتجهز به. فقال:"إئت [فلانًا](١) الأنصاري فإنه قد كان تجهَّز فمرض، فقل له: إن رسول الله يقرئك السلام، ويقول لك: أدفع إليَّ ما تجهزت به". فأتاه فقال له ذلك، فقال: يا فلانة، ادفعي إليه ما جهزتيني به، ولا تحبسي منه شيئًا، فوالله لا تحبسي منه شيئًا، فيبارك لك فيه (٢).
٦١٦٣ - حدثنا علي، حدثنا حجاج، حدثنا حماد، أخبرنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن أبي موسى أن شيخا أتى النبي ﷺ وهو يتوكأ على عصا له فقال: يا رسول الله! ما الجهاد في سبيل الله، فإن الرجل يجاهد ليذكر، ويجاهد ليغنم، ويجاهد لكذا وكذا؟ فقال النبي ﷺ:"من جاهد لتكون كلمة الله العليا فهو في سبيل الله"(٣).
* * *
[ذكر النهي عن الاستعانة بالمشركين على المشركين]
٦١٦٤ - أخبرنا محمد بن عبد اللّه قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني مالك، عن الفضيل بن أبي عبد اللّه، عن عبد الله بن [نيار](٤) الأسلمي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي ﷺ أنَّها. قالت: خرج رسول اللّه ﷺ قِبَلَ بدر، فلما كان بحَرَّة الوبرة أدركه رجل، قد كان يُذْكَر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله ﷺ حين رأوه، فلما أدركه قال لرسول اللّه ﷺ: جئت لأتبعك وأصيب معك. فقال له
(١) في "ر": فلان. والمثبت من "صحيح مسلم" وهو الجادة. (٢) أخرجه مسلم (١٨٩٤) من طريق حماد بن سلمة به. (٣) أخرجه مسلم (١٩٠٤) من طرق عن أبي وائل به. (٤) في "ر، ض": دينار. والمثبت من "مسلم".