وكان أحمد بن حنبل يقول: لم أسمع فيه بشيء، ولم يكن يفعله أحمد، وحكي عنه أنه قال: أما في الصلاة فلا، وأما في غير الصلاة، كأنه لم ير به بأسًا، وروي عن الحسن أنه كان يفعله (١).
* * *
[ذكر من نسي قنوت الوتر]
واختلفوا فيمن نسي القنوت؛ فقالت طائفة: عليه سجدتا السهو. روي هذا القول عن الحسن، وبه قال سفيان الثوري، والأوزاعي، وأصحاب الرأي (٢)، وبه قال هشيم، وإسحاق بن راهوية، وقال أحمد بن حنبل: إن كان ممن تعود القنوت فليسجد سجدتي السهو (٣).
وفيه قول ثان: وهو أن ليس ذلك عليه. هذا قول حماد بن أبي سليمان، وبه قال إسماعيل ابن علية، قال أحمد بن حنبل: سألت ابن علية عن الرجل ينسى القنوت في الوتر؟ قال: لا شيء عليه (٤).
* * *
(١) ورد عن أحمد روايتان، وانظر: "المغني" (٢/ ٥٨٤ - فصل: إذا أخذ الإمام في القنوت أمَّن من خلفه لا نعلم فيه خلافًا)، و"مسائل أحمد برواية عبد الله" (٣٢٢، ٣٣٢). (٢) "المبسوط" للشيباني (١/ ٢٥٤ - في الإمام يحدث فيقدم من فاتته الركعة)، و"مختصر كتاب الوتر" (ص ١٦٥)، وفي الأخير: عن الأوزاعي فيمن ترك قنوت الوتر: إنما ترك سنة لا شيء عليه. (٣) "مسائل أحمد برواية عبد الله" (٣٣٠)، و"رواية صالح" (٩٢٥). (٤) "المبسوط" للشيباني (١/ ٢٥٤ - في الإمام يحدث فيقدم من فاتته الركعة)، و"مختصر كتاب الوتر" (ص ١٦٥) وفي الأخير: عن الأوزاعي فيمن ترك قنوت الوتر: إنما ترك سنة لا شيء عليه.