قال أبو بكر: وفي قوله: "يسأل الله خيرًا إلا أعطاه"، دليل على أن الذي يستجاب من الدعاء في تلك الساعة الدعاء بالخير دون المأثم.
* * *
[ذكر الخبر الدال على أن النبي ﷺ إنما أعلم أن دعاء المصلي القائم يستجاب في تلك الساعة، دون دعاء غير المصلي، ودون دعاء المصلي غير القائم]
١٧٠٧ - أخبرنا الربيع، قال: أخبرنا الشافعي، قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ ذكر يوم الجمعة فقال:"فيه ساعة لا يوافقها إنسان وهو قائم يصلي، يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه، وأشار النبي ﷺ بيده يقللها"(١).
* * *
[ذكر وقت تلك الساعة التي يستجاب فيها الدعاء من يوم الجمعة]
١٧٠٨ - حدثنا (إسحاق بن إبراهيم)(٢)، قال: نا أحمد بن عيسى
(١) أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ١٠٩ - باب ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة) ومن طريقه أخرجه الشافعي (ص ٧١)، وأحمد (٢/ ٤٨٦)، والبخاري (٩٣٥)، ومسلم (٨٥٢) والنسائي في "الكبرى" (١٧٤٨). قال في "الفتح" (٢/ ٤٨٣): قال الزين بن المُنير: الإشارة لتقليلها هو للترغيب فيها والحض عليها ليَسارة وقتها وغَزارة فضلها. (٢) كذا بالأصل وفي "د": إبراهيم بن إسحاق. وكلاهما روى عنه المصنف، لكن يظهر أن الصواب (إبراهيم ابن إسحاق) - كما في نسخة "د" فإنه معروف بالرواية عن أحمد بن عيسى، وإبراهيم هو الحربي الإمام وراجع ترجمة أحمد بن عيسى من "تهذيب الكمال" (٨٤).