قال أبو بكر: الإشارة بالأمان إذا فهم عن المشير تقوم مقام الكلام، أستدلالًا بأن النبي ﷺ قد أشار إلى الذين كانوا خلفه في الصلاة بالقعود، فقعدوا (١).
* * *
[ذكر إعطاء الأمان بأي لغة تفهم أعطوا بها الأمان]
٦٢٦٧ - حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، عن سفيان، حدثني الأعمش، عن أبي وائل، قال: كتب إليَّ عمر بن الخطاب ونحن محاصروا قصر، فقال: إذا حاصرتم قصرًا فلا تقولوا لهم: أنزلوا على حكم الله وحكمنا، فإنكم لا تدرون ما حكم الله، ولكن انزلوا على حكمكم، ثم أحكموا فيهم ما شئتم، وإذا لقي الرجل الرجل فقال: مترس (٢)، فقد أمنه، وإذا قال: لا تخف، فقد أمنه، وإذا قال: لا تدهل (٣)، فقد أمنه، إن [الله](٤) يعلم الألسنة (٥).
(١) رواه البخاري (٦٨٨)، ومسلم (٤١٢/ ٨٢) من حديث عائشة، قالت: "صلى رسول الله ﷺ في بيته وهو شاكٍ فصلى جالسًا، وصلى وراءه قوم قيامًا، فأشار إليهم: أن اجلسوا .. ". (٢) الترس من السلاح: المتوقى بها، وكل شيء تترست به فهو مترسة لك، والتترس: التستر بالترس، ومعنى مترس: أي لا تخف. انظر: "اللسان" مادة (ترس). (٣) أي: لا تخف، نبطية معربة. انظر: "اللسان" مادة (دهل). قلت: وقد جاء في بعض الروايات بالمعجمة أيضًا كما في مصادر التخريج، وانظر: "سنن البيهقي". (٤) سقط من "الأصل"، والمثبت من "ر، ض". (٥) أخرجه ابن أبي شيبة (٧/ ٦٩١ - ٦٩٢ - في الأمان ما هو وكيف هو)، وعبد الرزاق (٩٤٢٩) في "مصنفيهما"، وابن الجعد في "مسنده" (٢٧٨٨)، والبيهقي في "السنن =