قال: قرأناها على عهد رسول الله ﷺ سنتين: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون﴾ (١)، ثم نزلت: ﴿إلا من تاب﴾ فما رأيت النبي ﷺ فرح بشيء فرحه بها وفرحه بـ ﴿إنا فتحنا لك فتحا مبينا﴾ (٢)(٣).
[ذكر تحريم قتل الأطفال]
قال الله - جل ذكره - لنبيه ﴿قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسنا﴾ (٤) الآية. وقال: ﴿قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم﴾ (٥) الآية. قال مولى ابن عباس: ﴿قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم﴾ نزلت فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة. قال: كان الرجل يشترط على امرأته إنك تئدين جارية وتستحيين أخرى، فإذا كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح وقال: أنت علي كأمي إن رجعت إليك ولم تئديها فترسل إلى نسوتها فيحفرن لها حفرة فيتداولها بينهن فإذا بصرن [به](٦) مقبلا دسسنها في حفرتها وسوين عليها التراب.
وكان قتادة يقول (٧): وتلا هذه الآية قال: كان هذا صنيع أهل
(١) الفرقان: ٦٨. (٢) الفتح: ١. (٣) رواه الطبراني في "الكبير" (١٢٩٣٥)، وأبو يعلى في "مسنده" (١٥٣) وأحمد بن عمرو الشيباني في "الديات" (١/ ٥٦) من طريق عبد الله بن رجاء به. (٤) الأنعام: ١٥١. (٥) الأنعام: ١٤٠. (٦) في "الأصل، ح": بها. والمثبت يقتضيه السياق، وكذا في "الدر المنثور". (٧) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٣٦٦) إلى ابن المنذر وأبي الشيخ، عن عكرمة به.