﴿صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ (١). وقد روينا عن النبي ﷺ أنه قال:"وجعل لي كل أرض طيبة مسجدًا وطهورًا"(٢).
فدل الكتاب والسنة على أن التيمم لا يجزئ إلا بالطيِّب منه دون غيره.
* * *
[باب ذكر احتيال التراب من الأندية والأمطار]
روينا عن ابن عباس أنه قال في رجل في طين لا يستطيع أن يخرج منه: يأخذ الطين فيطلي به بعض جسده، فإذا جف تيمم به.
وكان الحسن يقول: يضرب بيده على قربوس سرجه، وجوالقه، وقال الثوري: يلتمس غبارًا في جواليق (٣)، أو برذعة، أو شجرة، وهذا على مذهب الشافعي (٤)، وإسحاق.
وقال أحمد (٥): يتيمم باللبد إذا علقها غبار، وقال أصحاب الرأي (٦): إذا كان معه لبد أو سرج نفضه، ويتيمم بغباره، أو يجفف طينًا ثم يتيمم به.
(١) النساء: ٤٣، والمائدة: ٦. (٢) سبق تخريجه برقم (٥٠٤). (٣) الجواليق: جمع جُوَالَقِ. بفتح اللام وكسرها. وهو وعاء كبير منسوج من صوف أو شعر. وفي المعيار أنه معرب "جوال". وهو الذي يسميه العامة: شوال. انظر "المعرَّب من الكلام الأعجمي" لأبي منصور الجواليقي (١/ ١١٠). (٤) وذلك أن الشافعي كان يقول: وإن وضع يديه على الجدار وعلق بهما غبار تراب، فيتيمم به أجزأه. فيكون ذلك كذلك هنا. انظر: "الأم" (١/ ١١٥). (٥) "مسائل أحمد رواية ابن هانئ" (٥٢). (٦) "المبسوط" (١/ ٢٤٧ - باب التيمم).