[ذكر اختلاف أهل العلم في الوصية هل تجب فرضا أم لا؟]
قال الله ﷿: ﴿كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا﴾ (١) الآية.
فمعنى قوله: خيرا، يعني: مالا. وروينا ذلك عن ابن عباس.
٧٠٠٢ - حدثنا علان بن المغيرة قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي [طلحة](٢) عن ابن عباس في قوله: ﴿إن ترك خيرا﴾ (٣) يعني: مالا (٤). وبه قال مجاهد، وعكرمة والضحاك. قال عكرمة: قوله: ﴿حب الخير﴾: حب المال.
وقال الضحاك في قوله: ﴿إني أراكم بخير﴾ قال: الغني. وقد أجمع أهل العلم (٥) على أن الوصية غير واجبة على من لم يدع مالا ولا شيئا مما يملك.
واختلفوا في وجوب الوصية على من خلف مالا:
فقالت طائفة: الوصية واجبة على ظاهر هذه الآية. كان الزهري يقول: جعل الله الوصية حقا مما قل منه أو كثر (٦).
وقالت طائفة: الوصية ليست بواجبة كان المريض موسرا أو فقيرا.
كان النخعي يقول: إن أوصى فحسن، وإن لم يوص فلا بأس، مات رسول الله ﷺ ولم يوص، ومات أبو بكر وما وصى (٧).
(١) البقرة: ١٨٠. (٢) طمس "بالأصل"، والمثبت من مصادر التخريج. (٣) البقرة: ١٨٠. (٤) أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (٢/ ١٢٠). (٥) "الإقناع في مسائل الإجماع" (٢٥٦٩). (٦) أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (٢/ ١٢١). (٧) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١٦٣٣٢).