ذكر إباحة إمامة غير المدرك إذا كان أكثر أخذًا للقرآن من أصحابه.
١٩٢٣ - حدثنا يحيى بن محمد، قال: نا مسدد، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: نا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة قال: كنت أتلقى الركبان تجوز من عند رسول الله ﷺ فأستقرئهم، فأخبرونا أن رسول الله ﷺ قال:"ليؤمكم أكثركم قرآنًا قال: فكنت أكثرهم قرآنًا فكنت أؤمهم"(١).
قال أبو بكر: وقد اختلف الناس في إمامة غير البالغ؛ فقالت طائفة بظاهر حديث عمرو بن سلمة، وقدم الأشعث غلامًا فقيل له: فقال: إنما أقدم القرآن، وروينا عن عائشة أنها قالت: كنا نأخذ الصبيان من الكُتَّاب فنقدمهم يصلون لنا شهر رمضان، ونعمل لهم القلية (٢) والخشكنان (٣).
١٩٢٤ - حدثنا إسماعيل بن قتيبة، قال: نا أبو بكر، قال: نا وكيع، عن
(١) أخرجه البخاري (٤٣٠٢) في حديث طويل بنحوه، من حديث أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة. وفيه: "فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين .. الحديث. (٢) انظر: "لسان العرب" مادة: (قلا) ففيه أنها: (مرقة تتخذ من لحوم الجزور وأكبادها) اهـ وقال في "مختار الصحاح" مادة (قلي): "قلا السويق واللحم فهو مقلي ومقلو … والقلية من الطعام جمعه قلايا" اهـ. (٣) قال الشيخ أحمد شاكر في حاشية "المعرب للجواليقي" ص (١٣٤): " .. وفسره داود في "التذكرة" بأنه "دقيق الحنطة إذا عجن بشيرج وبسط وملئ بالسكر واللوز أو الفستق وماء الورد وجمع وخبز، وأهل الشام تسمية المكفن" اهـ. وفي حاشية "الكبرى" للبيهقي (٢/ ٤٩٥) قال: خشكنانج فهو معرب من خشك نانك وهو خبز يعمل من دقيق البر ويعجن بزيت السمسم.