قال بعض أهل العلم: معنى قوله: "لا يغلق الرهن"(١) أن يرهن الرجل الرجل الرهن بالشيء وفيه فضل عما رهن به، فيقول الراهن للمرتهن: إن جئتك بحقك إلى أجل كذا وكذا، وإلا فالرهن لك بما فيه. هذا قول مالك (٢)، وبه قال الثوري، وأحمد (٣)، وقال الشافعي (٤) بقول معناه: أن المرتهن لا يستحقه بأن يدع الراهن قضاء حقه عند محله. وروي عن ابن عمر أنه سئل عن الراهن يرهن الرهن فيقول: إن لم أجئك به إلى كذا وكذا فهو لك، قال: ليس ذلك له.
٨٣٥٠ - حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو بكر (٥)، حدثنا حفص، عن موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أنه سئل عن الرجل برهن الرهن فيقول: إن لم أجئك به إلى كذا وكذا فهو لك. قال: ليس ذلك له.
وكذلك قال النخعي أنه رهن على حاله، والرهن لا يغلق، وروي معنى هذا عن شريح، وبه قال أصحاب الرأي (٦).
وقال الشافعي (٧): الرهن مفسوخ، ولا يكون مبيعا له.
(١) تقدم قريبًا. (٢) "الموطأ" (٢/ ٥٦٠ - باب ما لا يجوز من غلق الرهن). (٣) "مسائل أحمد وإسحاق رواية الكوسج" (٢٦٠٠، ٢٩١٧، ٢٩٢٣). (٤) "الأم" (٣/ ١٩٥ - ١٩٦ - ضمان الرهن). (٥) "المصنف" (٥/ ٢٠١). (٦) "المبسوط" للسرخسي (٢١/ ٦٢ - كتاب الرهن). (٧) "الأم" (٣/ ١٩٥ - ١٩٦ - ضمان الرهن).