وقد احتج بعض الناس بحديث عبادة هذا وقال: في حديثه ما دل على أن السنة تنسخ القرآن، لأن الحبس والأذى إنما وجبا لقول الله ﷿ ﴿والتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم ..... ﴾ الآية إلى قوله: ﴿توابا رحيما﴾ (٢) فنسخ بحديث عبادة هاتين الآيتين لما قال النبي ﷺ: "خذوا عني [خذوا عني](٣) قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم" (٤).
[باب ذكر إثبات الرجم على الثيب الزاني]
قال الله - جل ذكره - ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء … ﴾ إلى قوله: ﴿وأحسن تأويلا﴾ (٥) وقال ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾ (٦)، وقال: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره ..... ﴾ (٧) الآية، فقد ألزم الله خلقه طاعة رسوله ﷺ واتباع أمره، فمما ثبتت الأخبار عن رسول الله ﷺ أنه أمر به: الرجم.
(١) أخرجه مسلم (١٦٩٠/ ١٣) من طريق سعيد به. (٢) النساء: ١٥. (٣) من "ح" و "صحيح مسلم". (٤) سبق تخريجه. (٥) النساء: ٥٩. (٦) النساء: ٨٠. (٧) النور: ٦٣.