بين يديه فقال:"ما هذا؟ " قال: صدقة عليك، وعلى أصحابك. قال:"إني لا آكل الصدقة"، فدفعها. ثم أتاه من الغد بمثلها فقال:"ما هذا؟ " قال: هدية لك. فقال رسول الله ﷺ لأصحابه:"كلوا"(١).
قال أبو بكر: وفي حديث جابر مثل هذا المعنى لما قال النبي ﷺ خذ برأس جملك فهو لك بعد أن كان اشتراه منه، وليس في الحديث لجابر قبول باللسان، فدل ذلك على أن الهبة تتم بإعطاء الواهب وقبض الموهوب له.
[باب ذكر خبر يدل على صحة هبة المشاع وعلى إباحة الشيء الواحد للجماعة من الناس]
٨٨١٠ - حدثنا [سعد](٢) بن عبد الله، قال: حدثني أبي قال: حدثنا الليث، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة الضمري، قال: بينا نحن نسير مع رسول الله ﷺ ببعض أثناء الروحاء وهم حرم إذا [حمار](٣) معقور، قال رسول الله ﷺ:"دعوه فيوشك صاحبه أن يأتيه". فجاء رجل من بهز هو الذي عقر
(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٥/ ٢٣٠ - في الرجل يهدي إلى الرجل أو يبعث إليه) به، والحاكم (٢/ ١٦) من طريقه مطولا، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أحمد (٥/ ٣٥٤) عن زيد بن الحباب عن حسين، وفيه قصة. (٢) في "الأصل": سعيد. وهو تصحيف، وهو سعد بن عبد الله بن الحكم، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل": صدوق. (٤/ ٩٢) (٣) في "الأصل": حمام. وهو تصحيف، والمثبت من "م".