قال أبو بكر: قد أعفي القضاء ناس فلم يدخلوا فيه، وقبله آخرون من أهل الفضل والدين والإسلام، والأفضل لدين المرء ودنياه أن لا يتولى شيئا من الأعمال، يدل على ذلك حديث ابن عمر.
٦٤٥٥ - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو الربيع، قال: حدثنا الفرات بن أبي الفرات، قال: سمعت معاوية بن قرة يحدث عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ استعمل رجلا على عمل فقال: يا رسول الله، خر لي. قال:"اجلس أو الزم بيتك "(١).
قال أبو بكر: والنبي ﷺ لا يشير إذا استشير إلا بأعلى الأمور وأسلمها للدين والدنيا، وقد روينا عن البتي عثمان أنه قال: من زعم أنه أكره على القضاء فهو كاذب.
[ذكر كراهية تولية العمل من يسأله ويطلبه ويحرص عليه]
٦٤٥٦ - حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عوف بن أبي جميلة وإسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي رسول الله ﷺ: "لا تسل الإمارة
(١) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٧/ ١٣٢) من طريق أبي الربيع به، وقال الهيثمي في "المجمع" (٢٠١٥): أخرجه الطبراني وفيه الفرات بن أبي الفرات وهو ضعيف. قلت: ليس ضعيفًا فقط فقد وهاه النقاد؛ قال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن عدي: الضعف يتبين على رواياته، وقد ذكر الذهبي حديثه هذا في مناكيره، وانظر "الميزان" (٣/ ٣٤٣).