أنس بن مالك أن النبي ﷺ أراد أن يتزوج امرأة فبعث لينظر إليها فقال:"شمي عوارضها (١)، وانظري إلى عرقوبيها (٢) "، قال: فجاءت إليهم. فقالوا: ألا نغديك؟ فقالت: لا آكل إلا من طعام جاءت به فلانة. قال فصعدت في رف لهم، فنظرت إلى عرقوبيها ثم قالت: قبليني يا بنية، قالت: فجعلت تقبلها وهي تشم عوارضها، فجاءت فأخبرت (٣).
[ذكر عرض الرجل ابنته على الرجل الصالح]
٧١٤٥ - حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا ابن شبيب (٤) قال: حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سالم بن عبد الله: أنه سمع عبد الله بن عمر يحدث: أن عمر بن الخطاب قال: تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي - وكان من أصحاب النبي ﷺ، قد شهد بدرا فتوفي بالمدينة - فلقيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فقال: سأنظر في أمري فلبثت ليالي ثم لقيني. قال: قد بدا لي أن
(١) العوارض: قال ابن الأثير: العوارض: الأسنان التي في عرض الفم، وهي ما بين الثنايا والأضراس، واحدها عارض. "النهاية" (٣/ ٢١٢). (٢) العرقوب: قال ابن الأثير: هو الوتر الذي خلف الكعبين بين مفصل القدم، والساق من ذوات الأربع، وهو من الإنسان فويق العقب، "النهاية" (٣/ ٢٢١). (٣) ذكره من طريق محمد بن كثير البيهقيُ في "السنن الكبرى"حديث قال: ورواه محمد بن كثير الصنعاني عن حماد موصولا (٧/ ٨٧). وأخرجه من طريق حماد بن سلمة الحاكم في "المستدرك" (٢/ ١٦٦) ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٨٧). (٤) هو أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي، وانظر: "تهذيب الكمال" (١/ ٣٢٧).