وإباحة إمامة الأعمى كالإجماع من أهل العلم (٢)، وقد روينا عن ابن عباس أنه أمهم وهو أعمى، وليس في قول أنس بن مالك:"وما حاجتهم إليه" نهي عن إمامة الأعمى فيكون اختلافًا.
* * *
[ذكر إمامة العبد]
واختلفوا في إمامة العبد فأجازت طائفة إمامة العبد، كانت عائشة يؤمها غلام لها يقال له: ذكوان، وأمَّ أبو سعيد [مولى أبي أسيد](٣) وهو عبد، وخلفه نفر من أصحاب النبي ﷺ فيهم حذيفة، وأبو مسعود.
١٩٣٣ - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: حدثني عبد الله بن أبي مليكة؛ أنهم كانوا يأتون عائشة أم المؤمنين بأعلى الوادي هو وأبوه، وعبيد بن عمير، ومسور بن مخرمة، وناس كثير فيؤمهم أبو عمرو مولى عائشة - وأبو عمرو غلام لم يعتق - قال: فكان إمام أهلها بني محمد بن أبي بكر، وعروة وأهلها، إلا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر وكان يستأخر عنه [أبو عمرو](٤) قال: قالت
(١) أخرجه ابن حبان (٢١٣٤، ٢١٣٥)، وأبو يعلى (٤٤٥٦)، والطبراني في "الأوسط" (٢٧٤٤) كلهم من طريق أمية بن بسطام، به. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا حبيب، تفرد به يزيد. (٢) "الإجماع" لابن المنذر برقم (٥٨). (٣) في "الأصل": مولى أبي سعيد. وهو تحريف، وسيأتي الأثر قريبًا. (٤) في "الأصل": أبو بكر. والمثبت من "مصنف عبد الرزاق" (٣٨٢٤).